السبت، 20 ديسمبر 2014

حوار داخلي






أنت شخص غريب. لِم لم تعد تضحك مثل السابق؟ ألست من علمني الهاكونا ماتاتا و كنت تتغنى بها حين نمر بظروف صعبة؟

هنالك أمور لن يفهمها أحد حتى ولو شرحتها، فدعني و لا تتعب نفسك معي.

ألا تعلم أنك بهذا السلوك تجذب الطاقة السلبية لنفسك؟

ليكن.

لا تكن مغفلاً. أنا أعرفك جيداً، و أعرف أنه ليس من عادتك ألا تكترث بالطاقة التي تحيطك.

لو كنت تعرفني، فأنت تعرف أنني حين أتجنب الكلام فأنا أعني حقاً أني لا أريد الكلام.

أعرف هذا..ولكن...

قلت لك، لا تقلق.

ألا تشعر بالوحدة؟...

ليس كثيراً..كما أنك هنا، هذا كافٍ.

أنا؟..لكنني مجرد فاشل...

لست كذلك.

بلى، فأنا لا أستطيع التحكم بشيء، لكنك أنت تستطيع..

هذا لأنك لا تتحمل مسؤولية إدارة حياتنا لا أقل ولا أكثر.

لكن....

حسناً..اسمع..

ماذا؟

هل تستطيع مساعدتي...على الإبتسامة من جديد؟

...سأحاول.

هل يمكنك أن تبقى معي أكثر..ربما؟

هل تمزح؟ بالطبع أستطيع!

أتعلم، أنت مجنون مثلي.

كلانا واحد، ولو أنك أغرب مني لسبب ما.

أنت أكثر عاطفية.

بالطبع، فأنا جانبك العاطفي الذي دائماً ما تحاول نكرانه و التخلص منه!

...

لا بأس، ما فعلته مع أصدقائك سيء بنفس القدر على كل حال.

هذا من حرصي على كلانا.

أن تبعد الناس عنك؟! أتعلم عدد من بقى الآن؟ 3 أو 4 فقط. و أشك أنك لن تبالي بالمحافظة عليهم، أنت غريب إلى هذا الحد.

هل تريد أن تعتاد عليهم ثم يغادروا دون عودة؟ أنت عاطفي أبله، مجرد طفل صغير باكي. ستبدأ في الإشتياق لهم و الحزن على فراقهم. لذلك أنا أحفظ كلانا من سذاجتك بوضع هذه المسافة بيننا و بينهم.

لِم تستمر في توبيخي أنا فقط؟..ألا تعتقد أنك ترتكب أخطاءاً كذلك بأفكارك المتطرفة؟!

اصمت.

نعم، أنا من يصمت دوماً. و أنت لك الحرية المطلقة في أن تخطئ و تصحح خطأك. أما أنا، فأحرم من كل شيء. أحرم حتى من الحياة!

قلت لك اصمت! أنت مؤذٍ!

و أنت كذلك! قوانينك الدكتاتورية أتبعها بثقة عمياء فيك. و إن أخطأتَ هدأتك ولو بعد حين. بينما لو أخطأت أنا، ستحاول اقتلاعي فوراً ودون أن تعطيني مجالاً لأتعلم من أخطائي! أي نوع من العقلانيين أنت!

.....

ألا ترى؟..كلانا متطرفين..كلانا بحاجة لبعضنا البعض حتى نصل لنقطة الإتزان...لا تعتقد أنك أكثر حكمة مني...كلانا يملك الحماقة نفسها..

....ربما...

.....

هل هذه عقلانية العواطف؟

هه؟

أعني، طريقة تحليلك للأمور..تبدو عقلانية إلى حد ما، ولو أنها مدفوعة عاطفياً.

للتو، هل مدحتني و استحقرتني في آن؟

ربما.

تستحقر العواطف؟ ألا يعد هذا تطرفاً في التفكير؟ لست حكيماً.

نعم فأنا لست متزناً بعض الأحيان بسببك أنت.

أنا؟!

إن كنت مضطرباً، اختل توازني أنا كذلك حتى تعود متزناً.

لكن هذا ينطبق عليك أيضاً، فتشتتك يعني تعاستي. فهل تريد أن تقنعني، أنني السبب الرئيسي في تقدمنا و تأخرنا؟

لا،... أنت على حق.

. .إذاً؟

إذاً؟

ألن تبتسم الآن؟ فأنا مسرور للغاية في الحقيقة أني تمكنت من أن أغلبك في نقاش، ألم تصلك طاقتي الإيجابية بعد؟

قهقه العقل: أنت أبله.